responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 128
أَعْقابِكُمْ غير واصلين الى فضاء التوحيد وَمَنْ يَنْقَلِبْ ويرجع منكم عَلى عَقِبَيْهِ بلا وصول الى مقصد التوحيد فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً بنقصان او زيادة إذ هو سبحانه مستو على عرشه كما كان ازلا وابدا بلا تبديل ولا تغيير بل ما يضر المنقلب إلا نفسه بعدم إيصالها الى غايتها الممكن لها وبذلك قد حط عن رتبة الشاكرين وزمرة الموحدين وَالحال انه سَيَجْزِي اللَّهُ بلطفه الشَّاكِرِينَ منكم الصارفين جميع القوى والجوارح الى ما خلق لأجله الصابرين على ما أصابهم في سبيله الباذلين مهجهم في إعلاء كلمة توحيده الراجين منه سبحانه الوصول الى زلال تجريده وتفريده
وَبالجملة اعلموا ايها المؤمنون الموقنون بقضاء الله وقدره ما كانَ لِنَفْسٍ من النفوس الخيرة او الشريرة أَنْ تَمُوتَ بقتل او حتف انف إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وبمقتضى تقديره الثابت المثبت في لوح قضائه السابق إذ كتب سبحانه له كِتاباً جامعا بجميع ما يجرى عليه في عالم الشهادة حياته وموته ورزقه ومدة عمره مُؤَجَّلًا موقتا بوقت معين بحيث لا يتأخر عنه ولا يتقدم عليه وَمَنْ يُرِدْ منكم ثَوابَ الدُّنْيا التي هي ادنى مرتبة الإنسان وانزل منزلته من المفاخرة بالمال والجاه والحسب والنسب نُؤْتِهِ ونعطه مِنْها مقدار ما نقدر له في سابق علمنا ونحاسبه عليه في يوم الجزاء وَمَنْ يُرِدْ منكم ثَوابَ الْآخِرَةِ من الحقائق والمعارف والمواهب العلية التي هي المقصد الأقصى والمطلب الأعلى من إيجاد وظهور نُؤْتِهِ مِنْها مقدار ما يقتضيه استعداده الفطري وَبالجملة سَنَجْزِي بروضة الرضا وجنة التسليم تفضلا منا وامتنانا بلا واسطة الأسباب والوسائل الشَّاكِرِينَ المنسلخين عن مطلق الارادة بل عن جميع الأمور والمرادات الراضين عموم ما قسم لهم وقدر عليهم في سابق علمنا
ثم قال سبحانه وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ مجاهد في سبيل الله لترويج كلمة توحيده قد قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ الربانيون المخلصون كَثِيرٌ منهم قتلوا في سبيل الله وأصيبوا فَما وَهَنُوا وما جبنوا لِما أَصابَهُمْ من القرح فِي سَبِيلِ اللَّهِ لإعلاء دينه وكلمة توحيده وَما ضَعُفُوا من محاربة اعداء الله وَمَا اسْتَكانُوا وما تضرعوا على أعدائهم استمهالا واستخلاصا بل قد كانوا جراءين كرارين بحيث لا يرى عليهم امارات الجبن والخوف وعلامات الانهزام أصلا صابرين على ما أصابهم من القرح والجرح وقتل الأقارب والعشائر وَبالجملة اللَّهِ الهادي لعباده الى زلال توحيده يُحِبُّ الصَّابِرِينَ منهم في البلوى الصائرين نحو المولى الراضين لعموم ما يحب له ويرضى
وَمن غاية تصبرهم وتمكنهم على الجهاد في سبيل الله ما كانَ قَوْلَهُمْ عند عروض المكروهات ولحوق المصيبات إِلَّا أَنْ قالُوا مستغفرين مسترجعين نحوه خائفين من ضعف الإخلاص في امتثال أوامره رَبَّنَا يا من ربانا في مضيق الإمكان بأنواع اللطف والإحسان اغْفِرْ لَنا بفضلك ذُنُوبَنا اى خواطرنا التي خطرت في نفوسنا من خوف أعدائك بعد ما امرتنا الى مقاتلتهم وَاغفر لنا ايضا يا ربنا إِسْرافَنا فِي أَمْرِنا اى ميلنا وانحرافنا الى طريق الإفراط والتفريط عن حدودك التي وضعت لنا في امر الغزو والجهاد وَبالجملة ثَبِّتْ أَقْدامَنا على جادة توحيدك التي قد وضعت لنا في حضرة علمك وبينتها على السنة رسلك وَبعد ثبوتنا بتثبيتك يا ربنا انْصُرْنا بحولك وقوتك عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ الساترين نور الوجود الحق بهوياتهم الباطلة وماهياتهم العاطلة المائلين عن طريق التوحيد بشؤم شياطين اوهامهم وخيالاتهم وبعد ما أخلصوا في رجوعهم واستغفروا لذنوبهم والتجائوا نحو حوله وقوته سبحانه
فَآتاهُمُ اللَّهُ

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست